الحِمة.. الانبعاث من موت التهجير
حميد ضراغمة وسط نخيله
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أسامة العيسة-
يجهد حميد ماجد دراغمة، وعائلته للحفاظ على عين الحِمة، في الأغوار الشمالية، والتي يُنظر اليها، كواحدة من المواقع المميزة المتبقية في الأغوار الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، وتعمل على تهويده بشكل مستمر.
أخذت هذه العين اسمها من قرية (الحِمة) في الأغوار الشمالية، وهي قرية دمرها المحتلون بعد عام 1967، ولم يبق منها سوى بيت واحد. وتقع إلى جنوب تل الحِمة الأثري،به آثار جدران ومدافن منقورة في الصخر. يُقدم في الدراسات الأثرية التقليدية، باعتباره المكان الذي وجدت عليه قرية (حمات) الكنعانية.
يبعد هذ التل 16 كم إلى الجنوب من تل بيسان، وجرت حفريات فيه منذ عام 1925م، حتى ثمانينيات القرن العشرين، وكشفت الحفريات ان تاريخ التل يعود إلى العصر البرونزي المبكر والمتوسط والمتأخر، والعصر الحديدي، والفارسي، والبيزنطي.
وبعد حرب حزيران 1967، وتهجير سكان قرية الحِمة، لم يعد أحد يهتم بالعين، حتى غارت مياهها. والتي كانت قبل ذلك تُستخدم للشرب، وري المزروعات.
وحسب ما يقوله حميد دراغمة، فان جده ماجد أبو حمَيّد، اشترى الأرض التي فيها العين عام 96-1997م، ولأنه كان يعرف موقع العين جيدا، فانه بدأ الحفر في رأس العين، حتى خرجت المياه من جديد في أرض أصبحت شبه قاحلة.
وتروي مياه هذه العين الان (2013) نحو 50-60 دونما مزروعة بالنخيل، والحمضيات، والزيتون، وبعض اللوزيات، وتم بناء بركتين لتخزين مياه العين.
الصحافي جميل ضبابات، يولي أهمية لهذه العين، باعتبارها: «العين شبه المعدنية المتبقية في الغور، والتي أخدت اسمها على غرار «الحمات» الأخرى في فلسطين والمنطقة من عين ماء حامية(ساخنة) كانت تتدفق منها المياه المعدنية التي استخدمت في أزمان ماضية للعلاج. لكن لهذه الحِمة الطوباسية (نسبة الى طوباس) ثمة ما يجعلها مميزة عنها:تلها الذي يشرف على ثلاثة حدود دولية: الأردنية الفلسطينية، والفلسطينية مع مناطق 48، والحدود الأردنية مع مناطق 48».
ويقول ضبابات: «الجانب الاقتصادي لوجود العين مهم، ففي حال ندرت المياه فيها، ستنتهي الزراعة المروية، هذه العين هي جزء من الوجود، إذا انتهى روح الحياة وأقصد الماء، سينتهي الوجود في هذه المنطقة من الغور».
ويقول حميد دراغمة بحسرة: «لا يوجد اهتام رسمي بهذه المنطقة، التي اؤكد على وصفها بالمنكوبة، واعتبرها خط الدفاع الأول عن وجودنا في الأغوار والأراضي المحتلة».
الإسرائيليون يأتون بشكل دوري إلى العين، لأخذ عينات لفحصها، بينما يمارس المستوطنون بشكل دائم، برامجهم الترويحية في المنطقة.
ويهتم دراغمة وعائلته بأرضهم، بشكل يثير الاعجاب، التي تقع في موقع حساس بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي، قريبا من حدود عام 1948، مع بيسان، ومناطق فلسطينية أخرى.
يبدي الصحافي ضبابات اهتماما بقرية (الحِمة) المدمرة، وعينها، مشيرا إلى ان الحِمة، هي واحدة من 37 قريةدمرها المحتلون، بعد عام 1967، من قاعون شمالا على حدود الأراضي المحتلة عام 1948، حتى قرية العجاجرة في الجفتلك والتي كانت تعد نحو 3 الاف نسمة.
التطهير العرقي الذي مارسه المحتلون بحق أهالي هذه القرى، يغيب عن الاهتمام الرسمي والشعبي، ويشير ضبابات: «كانت قرى ناشئة استفادت من دخول أساليب الزراعة المروية والحديثة، على ضفاف نهر الأردن، لقد نشأت هذه التجمعات السكانية الزراعية وأصبح لها شكل حضاري، وسُيرت إليها بعض خطوط الحافلات، وافتتحت فيها محلات تجارية، لقد أصبحت مستقرات بشرية على ضفاف هذا النهر المقدس، ولوّ قُدر لهذه القرى ان تبقى وتتطور لكنا الان نشاهد سلسلة من البلدات الزراعية الواسعة على امتداد النهر».
أشار ضبابات إلى السهول الممتدة أمامه، والتي تبرز في نهايتها مستوطنات المحتلين وقال بألم: «أذكر تلك الأيام عندما كانت هذه السهول عامرة بالناس، ان ما يحدث هو تهجير مستمر وتدريجي طوال سنوات، والحديث عن الصمود، محض كلام».
يعمل حميد دراغمة دون كلل لإعادة الاعتبار للحمة الفلسطينية في الأغوار، والحفاظ عليها، وسط ظروف يدرك أكثر من غيره صعوبتها، ولكن لديه كل التصميم.
zaأسامة العيسة-
يجهد حميد ماجد دراغمة، وعائلته للحفاظ على عين الحِمة، في الأغوار الشمالية، والتي يُنظر اليها، كواحدة من المواقع المميزة المتبقية في الأغوار الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، وتعمل على تهويده بشكل مستمر.
أخذت هذه العين اسمها من قرية (الحِمة) في الأغوار الشمالية، وهي قرية دمرها المحتلون بعد عام 1967، ولم يبق منها سوى بيت واحد. وتقع إلى جنوب تل الحِمة الأثري،به آثار جدران ومدافن منقورة في الصخر. يُقدم في الدراسات الأثرية التقليدية، باعتباره المكان الذي وجدت عليه قرية (حمات) الكنعانية.
يبعد هذ التل 16 كم إلى الجنوب من تل بيسان، وجرت حفريات فيه منذ عام 1925م، حتى ثمانينيات القرن العشرين، وكشفت الحفريات ان تاريخ التل يعود إلى العصر البرونزي المبكر والمتوسط والمتأخر، والعصر الحديدي، والفارسي، والبيزنطي.
وبعد حرب حزيران 1967، وتهجير سكان قرية الحِمة، لم يعد أحد يهتم بالعين، حتى غارت مياهها. والتي كانت قبل ذلك تُستخدم للشرب، وري المزروعات.
وحسب ما يقوله حميد دراغمة، فان جده ماجد أبو حمَيّد، اشترى الأرض التي فيها العين عام 96-1997م، ولأنه كان يعرف موقع العين جيدا، فانه بدأ الحفر في رأس العين، حتى خرجت المياه من جديد في أرض أصبحت شبه قاحلة.
وتروي مياه هذه العين الان (2013) نحو 50-60 دونما مزروعة بالنخيل، والحمضيات، والزيتون، وبعض اللوزيات، وتم بناء بركتين لتخزين مياه العين.
الصحافي جميل ضبابات، يولي أهمية لهذه العين، باعتبارها: «العين شبه المعدنية المتبقية في الغور، والتي أخدت اسمها على غرار «الحمات» الأخرى في فلسطين والمنطقة من عين ماء حامية(ساخنة) كانت تتدفق منها المياه المعدنية التي استخدمت في أزمان ماضية للعلاج. لكن لهذه الحِمة الطوباسية (نسبة الى طوباس) ثمة ما يجعلها مميزة عنها:تلها الذي يشرف على ثلاثة حدود دولية: الأردنية الفلسطينية، والفلسطينية مع مناطق 48، والحدود الأردنية مع مناطق 48».
ويقول ضبابات: «الجانب الاقتصادي لوجود العين مهم، ففي حال ندرت المياه فيها، ستنتهي الزراعة المروية، هذه العين هي جزء من الوجود، إذا انتهى روح الحياة وأقصد الماء، سينتهي الوجود في هذه المنطقة من الغور».
ويقول حميد دراغمة بحسرة: «لا يوجد اهتام رسمي بهذه المنطقة، التي اؤكد على وصفها بالمنكوبة، واعتبرها خط الدفاع الأول عن وجودنا في الأغوار والأراضي المحتلة».
الإسرائيليون يأتون بشكل دوري إلى العين، لأخذ عينات لفحصها، بينما يمارس المستوطنون بشكل دائم، برامجهم الترويحية في المنطقة.
ويهتم دراغمة وعائلته بأرضهم، بشكل يثير الاعجاب، التي تقع في موقع حساس بالنسبة للاحتلال الاسرائيلي، قريبا من حدود عام 1948، مع بيسان، ومناطق فلسطينية أخرى.
يبدي الصحافي ضبابات اهتماما بقرية (الحِمة) المدمرة، وعينها، مشيرا إلى ان الحِمة، هي واحدة من 37 قريةدمرها المحتلون، بعد عام 1967، من قاعون شمالا على حدود الأراضي المحتلة عام 1948، حتى قرية العجاجرة في الجفتلك والتي كانت تعد نحو 3 الاف نسمة.
التطهير العرقي الذي مارسه المحتلون بحق أهالي هذه القرى، يغيب عن الاهتمام الرسمي والشعبي، ويشير ضبابات: «كانت قرى ناشئة استفادت من دخول أساليب الزراعة المروية والحديثة، على ضفاف نهر الأردن، لقد نشأت هذه التجمعات السكانية الزراعية وأصبح لها شكل حضاري، وسُيرت إليها بعض خطوط الحافلات، وافتتحت فيها محلات تجارية، لقد أصبحت مستقرات بشرية على ضفاف هذا النهر المقدس، ولوّ قُدر لهذه القرى ان تبقى وتتطور لكنا الان نشاهد سلسلة من البلدات الزراعية الواسعة على امتداد النهر».
أشار ضبابات إلى السهول الممتدة أمامه، والتي تبرز في نهايتها مستوطنات المحتلين وقال بألم: «أذكر تلك الأيام عندما كانت هذه السهول عامرة بالناس، ان ما يحدث هو تهجير مستمر وتدريجي طوال سنوات، والحديث عن الصمود، محض كلام».
يعمل حميد دراغمة دون كلل لإعادة الاعتبار للحمة الفلسطينية في الأغوار، والحفاظ عليها، وسط ظروف يدرك أكثر من غيره صعوبتها، ولكن لديه كل التصميم.