استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

الأسير كريم يونس ... على أبواب الحرية في الدفعة الرابعة- عيسى قراقع


يدخل عامه الثاني و الثلاثين بتاريخ 6/1/2014، الأسير الأقدم حاليا في سجون الاحتلال وفي العالم، المثقف الكاتب والحالم والشاعر والغير قادر أن يستوعب اعتقال المشاعر الإنسانية وتكبيلها بالحديد ودياجير الظلام في عصر الانفتاح والديمقراطية وربيع حقوق الانسان.

الأسير كريم يونس ابن قرية عارة في الداخل الفلسطيني الذي طبق عليه وعلى غيره من الأسرى نظام الأبرتهايد بكل امتياز، سلبوه حق المواطنة كفلسطيني يعيش على أرضه داخل دولة اسرائيل، وسلبوه حقه الوطني والسياسي باستثنائه من كل تفاوض وصفقة واعتباره كائنا لا ينتمي الى أي ارض ولا هوية.

في رسالته الاخيرة يثمن كريم يونس موقف الرئيس ابو مازن باصراره بالافراج عن قدامى الاسرى دون استثناء بما فيهم اسرى الداخل 1948 ، معتبرا ذلك تحد كبير للمفاهيم الاسرائيلية العنصرية وكسر لمعايير الظلم التاريخي على الأسرى.

كريم يونس في الدفعة الرابعة، سيطل علينا في شهر آذار مع بقية الاسرى القدامى، حاملا روحه العنيدة وحكمته الخلاقة، وتاركا خلفه السجن بجلاديه المتوحشين ، وقيودا بائسة لم تمنعه من ممارسة الجري في فضاء الحرية والكرامة.

كريم يخلع ثوب الاعدام، يشرق على فجر الجليل ولا يتلفت للوراء، فيه من الذاكرة والصمود ما يجعل دولة اسرائيل دولة صغيرة معزولة، لم ترتق الى الانسانية والعالمية، محشورة داخل أقفاص وسجون واصوات صدى .

اثنان و ثلاثون عاما وكريم يونس يبحث عن هويته واسمه وكيانه الإنساني والوطني، وقد مرّت عليه حروب واتفاقيات ومشاهد ومعاهدات وصفقات ولا زال خارج النص والفعل والقرار، كأنه بطل ينازع ظلا، وظلا يفتش عن المعنى في المكان.

اثنان و ثلاثون عاما وكريم يونس يصرخ تحت مقصلة الإعدام، يهبط ويرتفع، يشهق ويغني، ويرى الحياة أبعد من سجن ومعسكر لدولة لا تجيد سوى إطلاق النار، ويرى نفسه يرتدي شجرا وله أثر الفجر على الندى، ونشيد الطلبة في فوج المدارس لا يطيع النسيان.

يكتب لنا بأن لا نواصل السير في جنازاتنا وأن نقف أمام أمه والبحر وذكرياته، ففينا من البراهين ما يجعلنا نواصل الشهوة للحياة، ويكفينا أننا دائما على موعد مع هدف، وخطانا لا تتقدم الى فراغ في زنزانة أو صدى.

الأسير كريم يونس صدمته الروايات المغلقة، وهو الذي فتح قلبه على كل النهايات، ورأى كيف يفرح الشهداء، ويمشي الأسرى فوق الغمام ويشعلون دمهم في الليل ، ويهدأون عندما يلمع ضوء من أقاصي الجليل.

سنوات وسنوات مرت عن جسده الدبابات والسياط وخفافيش الظلام، سقط زملائه شهداءا وآخرون غادروا الى المجهول ، ولا زال في المعسكر يسمع طبول الحرب محشورا بين الموت والرجاء.

سنوات وسنوات وهو يقرأ عن استراتيجيات دولة تتضخم نوويا وكراهية وتستعد على مدار الساعة للحرب وبناء السجون وتجريف الجماد والنبات وابتلاع الماء والهواء والصحراء.

سنوات وسنوات وهو يتمنى أن نقول لا لكل شيء لا يحيى الانسان ويرمم عظامه ويعيد الى الكرامة سيادتها وبريقها، ويعوض الخسارة بحلم لا يستضيف حلما آخر يجلس في البيت وفي النوم وفي القبر يقاسمنا أدوات الغياب.

اثنان ثلاثون عاما وهو يبحث عن هويته منذ أن حكموا عليه بالإعدام الى أن أعادوه من صفقة عام 1985 حتى إعلان المبادئ وصولا الى صفقة شاليط، ولم يجد من يعيد إليه الكوشان ولا من يأخذه للنوم في حضن أمه المريضة، ولا من يفسر له معنى المؤبد في الزمن العبري.

يكتب لنا بان لا نعود الى الوراء، أن نتبع رائحة الأسرى دليلنا في الكلمات وفي المفاوضات لإنقاذ الرجال والغد والذكريات، وأن نصحح الظلم التاريخي عندما داهمنا السلام بالمستوطنات والحواجز والاعتقال واصطياد المكان.

كريم يونس يقف على شباك غرفته في سجن هداريم، ينشر قميصه البني ويتطلع الى السماء المسيجة وكأنه سيحلق بعد قليل، يسأله مروان البرغوثي الى أين يا كريم، يقول: لنذهب الى غدنا واثقين بصدق إيماننا وخيالنا السجين.
*وزير شؤون الاسرى والمحررين

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025