الأرجواني لوّن بسعر الذهب في كهوف البحر الميت
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أسامة العيسة - تظهر كهوف وادي المربعات، شرق بيت لحم، قبالة البحر الميت، على شدة بأس مَن استخدمها قديما، ولكنها منذ الاكتشافات الاثرية فيها، نتيجة المسوح التي جرت فيها خلال العقود الماضية، تكتسب أهمية كبيرة لتسليط الضوء على تاريخ فلسطيني ظل مجهولا طوال قرون.
وكشفت دراسة علمية، على انه تم العثور حتى الآن على نسيجين في فلسطين، مصبوغين باللون الأرجواني، المستخرج مِن صدف حلزون الموريكس، الذي اشتهرت به شواطئ الفينيقيين-الكنعانيين، ويظهر ان التوسع في هذه الصناعة، أدت إلى ابادة الموريكس، وانقراضه.
ولكن ما عثر عليه مصبوغا بالأرجواني، أو القرمزي، يعود للعصر الروماني، ولم يُعثر عليه في قصور الملوك، الذين شغفوا به، ولكن في كهوف جرداء قريبة من البحر الميت.
وتمكنت الدكتورة نعمة سوكلينيك، من سلطة الآثارالإسرائيلية، في دراسة لها من تحديد الألوان الأكثر شهرة في العصور القديمة: وهي النيلي، والبنفسجي، والقرمزي، من خلال دراسة عينات من المنسوجات.
وقد تم اكتشاف الآلاف من الأقمشة التي يرجع تاريخها إلى الفترة الرومانية في صحراء البحر الميت، والنقب، ووادي عربة، ولكن اثنين فقط من هذه المنسوجات، كانا ملونين بالصبغة الارجوانية المستخرجة من حلزون الموريكس.
وأهم ما في دراسة الدكتورة سوكلينيك، ما جاء عن ثلاث منسوجات نادرة، استخدمت في العصر الروماني، وجميعها استخرجت من الكهوف في وادي المربعات.
وحللت الدكتورة، عينات من 180 من المنسوجات، التي عثر عليها في كهوف صحراء البحر الميت، ووجدت ان العديد منها، تم صبغه باستخدام المواد المشتقة من النباتات، باستثناء اثنين صبغا بالمواد غالية الثمن في العصور القديمة، والمقصود اللون الأرجواني. أما النسيج الثالث المثير للاهتمام، فهو ذو لون أزرق، استخدم أيضا من صبغة الموريكس، ولكن لتحقيق اللون الأزرق، تم الاستعانة بوسائل تقنية لانتاج هذا اللون.
وفحصت الدكتورة سوكلينيك، بمساعدة الدكتور الكسندر فرافاك، الألوان باستخدام الأجهزة التحليلية المتطورة لتحديد المواد الصبغية (HPLC).
من كل الأصباغ التي استخدمت قديما، فان اللون الأرجواني يعتبر الأكثر رقيا، ويبدو ان ولع الجمهور بهذا اللون، بلغ ذروته في الفترة الهلنستية والرومانية. وكانت الأقمشة المصبوغة بالأرجواني، تشيرإلى الوضع الاجتماعي لمرتديها. وفي بعض الفترات مُنع الجمهور العام من ارتداء اللون الأرجواني الذي اقتصر استخدامه على الإمبراطور وعائلته. ولكن هذا الاجراء، ووفقا لمبدأ كل ممنوع مرغوب، أدى إلى زيادة شعبية هذا اللون، وارتفاع ثمنه، ويقال بانه كان يوازي الذهب في سعره.
ولكن كيف أتت هذه الأقمشة إلى كهوف وادي المربعات، الفرضيات التي يطرحها الإسرائيليون، تتلخص في انها قد تكون جزءا من ممتلكات اللاجئين اليهود، لهذه الكهوف، وقت ثورة بار كوخبا، والتي تظهر الازدهار الاقتصادي لهؤلاء قبل اندلاع الانتفاضة. والاحتمال الآخر هو أنها كانت جزءا من ممتلكات وحدة عسكرية رومانية صغيرة، رابطت في المكان.
واشتهرت بعض المدن الفينيقية في صناعة اللون الأرجواني، باستخدام الصدف الطبيعي، مثل صور وصيدا، وهو لون يمكن التحكم في تدرجاته، ويقال بانه يزداد رونقا، كلما تعرض للشمس.
تم اكتشاف كهوف المربعات، في خريف عام 1951، من قبل أفراد من قبيلة التعامرة، الذين بدأوا البحث في المنطقة عن مخطوطات بعد الكشف عن ما سيعرف لاحقا مخطوطات البحر الميت في خربة قمران. ويتذكر محمد حمّاد، أحد اثنين عثرا على مخطوطات خربة قمران، في حديث لمراسلنا، الشغف والأمل، بالعثور على مخطوطات أخرى، ما أدى إلى اكبر حملة بحث غير رسمية، في صحراء البحر الميت.
وأجرى البريطاني جيرالد لانكيستر هاردينغ، مدير دائرة الاثار الاردنية وقتذاك، والفرنسي ورولاند دي فو،الذي ترك أفضل الانطباعات لدى من عملوا معه، الحفريات الرسمية هناك في كانون الثاني عام 1952. حيث تمكنا من فحص أربعة كهوف.
وتم اكتشاف بقايا مساكن مؤقتة على الأرجح، واثار تعود للعصور: النحاسي، والبرونزي، والحديدي، والروماني. وتم العثور على كميات كبيرة من الفخار تعود للعصر الروماني، والعديد من الأسلحة، بما في ذلك نصل الرماح، اضافة إلى منسوجات، وكنز شمل 149 عملة دراخمة نبطية، و33 قطعة من عصر الامبراطور الرومانيالثالث عشر تراجان، وغيرها من قطع نقدية، سك معظمها في أنطاكية.
وجرى مسح للمنطقة من قبل الإسرائيليب ار أدون في عام 1968 ما أدى إلى اكتشاف كهف خامس. وفي عام 1993 اكتشف حنان ايشيل وز. جيريينهات، مقبرة تشبه تلك الموجودة في خربة قمران.
ومن العصر الروماني وجود مخزون مهم من 120 وثيقة، تغطي العقود التي سبقت ثورة بار كوخبا. العديد من هذه الوثائق تتعلق ببيع وشراء الأراضي، وعقود الزواج، وصكوك الديون، وأوامر الطلاق. وعُثر أيضا على أجزاء من نصوص الكتاب المقدس بما في ذلك سفر التكوين، وسفر التثنية وأشعياء.
وعُثر على رسالة منسوبة لسمعان بار كوخبا، موجهة إلى يوشع بن جالجولا، الذي كان القائد العسكري لقلعة الهيروديوم، شرق بيت لحم،والتي تقع بين وادي المربعات والقدس.
zaأسامة العيسة - تظهر كهوف وادي المربعات، شرق بيت لحم، قبالة البحر الميت، على شدة بأس مَن استخدمها قديما، ولكنها منذ الاكتشافات الاثرية فيها، نتيجة المسوح التي جرت فيها خلال العقود الماضية، تكتسب أهمية كبيرة لتسليط الضوء على تاريخ فلسطيني ظل مجهولا طوال قرون.
وكشفت دراسة علمية، على انه تم العثور حتى الآن على نسيجين في فلسطين، مصبوغين باللون الأرجواني، المستخرج مِن صدف حلزون الموريكس، الذي اشتهرت به شواطئ الفينيقيين-الكنعانيين، ويظهر ان التوسع في هذه الصناعة، أدت إلى ابادة الموريكس، وانقراضه.
ولكن ما عثر عليه مصبوغا بالأرجواني، أو القرمزي، يعود للعصر الروماني، ولم يُعثر عليه في قصور الملوك، الذين شغفوا به، ولكن في كهوف جرداء قريبة من البحر الميت.
وتمكنت الدكتورة نعمة سوكلينيك، من سلطة الآثارالإسرائيلية، في دراسة لها من تحديد الألوان الأكثر شهرة في العصور القديمة: وهي النيلي، والبنفسجي، والقرمزي، من خلال دراسة عينات من المنسوجات.
وقد تم اكتشاف الآلاف من الأقمشة التي يرجع تاريخها إلى الفترة الرومانية في صحراء البحر الميت، والنقب، ووادي عربة، ولكن اثنين فقط من هذه المنسوجات، كانا ملونين بالصبغة الارجوانية المستخرجة من حلزون الموريكس.
وأهم ما في دراسة الدكتورة سوكلينيك، ما جاء عن ثلاث منسوجات نادرة، استخدمت في العصر الروماني، وجميعها استخرجت من الكهوف في وادي المربعات.
وحللت الدكتورة، عينات من 180 من المنسوجات، التي عثر عليها في كهوف صحراء البحر الميت، ووجدت ان العديد منها، تم صبغه باستخدام المواد المشتقة من النباتات، باستثناء اثنين صبغا بالمواد غالية الثمن في العصور القديمة، والمقصود اللون الأرجواني. أما النسيج الثالث المثير للاهتمام، فهو ذو لون أزرق، استخدم أيضا من صبغة الموريكس، ولكن لتحقيق اللون الأزرق، تم الاستعانة بوسائل تقنية لانتاج هذا اللون.
وفحصت الدكتورة سوكلينيك، بمساعدة الدكتور الكسندر فرافاك، الألوان باستخدام الأجهزة التحليلية المتطورة لتحديد المواد الصبغية (HPLC).
من كل الأصباغ التي استخدمت قديما، فان اللون الأرجواني يعتبر الأكثر رقيا، ويبدو ان ولع الجمهور بهذا اللون، بلغ ذروته في الفترة الهلنستية والرومانية. وكانت الأقمشة المصبوغة بالأرجواني، تشيرإلى الوضع الاجتماعي لمرتديها. وفي بعض الفترات مُنع الجمهور العام من ارتداء اللون الأرجواني الذي اقتصر استخدامه على الإمبراطور وعائلته. ولكن هذا الاجراء، ووفقا لمبدأ كل ممنوع مرغوب، أدى إلى زيادة شعبية هذا اللون، وارتفاع ثمنه، ويقال بانه كان يوازي الذهب في سعره.
ولكن كيف أتت هذه الأقمشة إلى كهوف وادي المربعات، الفرضيات التي يطرحها الإسرائيليون، تتلخص في انها قد تكون جزءا من ممتلكات اللاجئين اليهود، لهذه الكهوف، وقت ثورة بار كوخبا، والتي تظهر الازدهار الاقتصادي لهؤلاء قبل اندلاع الانتفاضة. والاحتمال الآخر هو أنها كانت جزءا من ممتلكات وحدة عسكرية رومانية صغيرة، رابطت في المكان.
واشتهرت بعض المدن الفينيقية في صناعة اللون الأرجواني، باستخدام الصدف الطبيعي، مثل صور وصيدا، وهو لون يمكن التحكم في تدرجاته، ويقال بانه يزداد رونقا، كلما تعرض للشمس.
تم اكتشاف كهوف المربعات، في خريف عام 1951، من قبل أفراد من قبيلة التعامرة، الذين بدأوا البحث في المنطقة عن مخطوطات بعد الكشف عن ما سيعرف لاحقا مخطوطات البحر الميت في خربة قمران. ويتذكر محمد حمّاد، أحد اثنين عثرا على مخطوطات خربة قمران، في حديث لمراسلنا، الشغف والأمل، بالعثور على مخطوطات أخرى، ما أدى إلى اكبر حملة بحث غير رسمية، في صحراء البحر الميت.
وأجرى البريطاني جيرالد لانكيستر هاردينغ، مدير دائرة الاثار الاردنية وقتذاك، والفرنسي ورولاند دي فو،الذي ترك أفضل الانطباعات لدى من عملوا معه، الحفريات الرسمية هناك في كانون الثاني عام 1952. حيث تمكنا من فحص أربعة كهوف.
وتم اكتشاف بقايا مساكن مؤقتة على الأرجح، واثار تعود للعصور: النحاسي، والبرونزي، والحديدي، والروماني. وتم العثور على كميات كبيرة من الفخار تعود للعصر الروماني، والعديد من الأسلحة، بما في ذلك نصل الرماح، اضافة إلى منسوجات، وكنز شمل 149 عملة دراخمة نبطية، و33 قطعة من عصر الامبراطور الرومانيالثالث عشر تراجان، وغيرها من قطع نقدية، سك معظمها في أنطاكية.
وجرى مسح للمنطقة من قبل الإسرائيليب ار أدون في عام 1968 ما أدى إلى اكتشاف كهف خامس. وفي عام 1993 اكتشف حنان ايشيل وز. جيريينهات، مقبرة تشبه تلك الموجودة في خربة قمران.
ومن العصر الروماني وجود مخزون مهم من 120 وثيقة، تغطي العقود التي سبقت ثورة بار كوخبا. العديد من هذه الوثائق تتعلق ببيع وشراء الأراضي، وعقود الزواج، وصكوك الديون، وأوامر الطلاق. وعُثر أيضا على أجزاء من نصوص الكتاب المقدس بما في ذلك سفر التكوين، وسفر التثنية وأشعياء.
وعُثر على رسالة منسوبة لسمعان بار كوخبا، موجهة إلى يوشع بن جالجولا، الذي كان القائد العسكري لقلعة الهيروديوم، شرق بيت لحم،والتي تقع بين وادي المربعات والقدس.