اسئلة برسم الحوار- عمر حلمي الغول
تقترب الساحة الفلسطينية من لحظة سياسية هامة، سيتقرر على ضوء كيفية التعاطي مع متطلباتها وتداعياتها مستقبل المشروع الوطني في المرحلة القادمة. ولعل إقتراب إنعقاد المجلس المركزي، الشرعيات الوطنية وضرورة تجديد الثقة بها، وانتهاء فترة المحددة للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وزيارة الوفد الوطني لمحافظات الجنوب للقاء قيادة حركة حماس لطي صفحة الانقلاب الاسود. كل هذه المحطات تفترض إثارة كل السيناريوهات القابلة للتحقق او الممكنة عبر إثارة اسئلة ذات صلة بها بهدف الحوار للخروج من نفق اللحظة الرمادية.
اسئلة عديدة مشروعة تطرح نفسها على صانع القرار وقطاعات الشعب المختلفة وخاصة قطاع المثقفين والاعلاميين والاكاديميين والشخصيات المستقلة والقوى السياسية بتلاوينها وتوجهاتها الفكرية بدون استثناء.
سؤال خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، هل مازال هذا الخيار قابل للحياة؟ وهل هناك إمكانية لرؤيته النور؟ هل حكومة إسرائيل الحالية او اي قيادة إسرائيلية غيرها جاهزة ومستعدة للالتزام باستحقاقات التسوية السياسية وفق مرجعيات السلام ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية؟ وهل تجربة ال21 عاما الماضية توحي باي إستعداد إسرائيلي بذلك؟ وإن كانت إسرائيل مستعدة لخيار الدولتين، لمذا تقوم بالبناء في المستعمرات الاسرائيلية المقامة على الاراضي المحتلة عام 67؟ وهل هي مستعدة للاقرار بالقدس الشرقية كلها عاصمة للدولة الفلسطينية؟ وهل لديها الاستعداد لاعادة اللاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194؟ ام انها تناور وتريد من القيادة الفلسطينية نموذ1جا آخر لسعد حداد وانطوان لحد؟ ماذا تريد إسرائيل بالضبط؟ إلى ماذا خلص المفاوض الفلسطيني نتاج سلسلة اللقاءات التفاوضية ؟ وعلى فرض تم تمديد المفاوضات مقابل ثمن معين تطرحه القيادة، هل حكومة نتنياهو او اي حكومة اخرى لديها الجاهزية والاستعداد لتحديد حدود الدولتين على حدود 67 خلال ثلاثة اشهر او حتى تسعة اشهر اخرى؟ وماذا لو ان القيادة اوقفت كل اشكال التنسيق وذهبت الى المنظمات الاممية ال63، وتعاملت مع ذاتها كدولة وفق القرار الدولي في نوفمبر 2012؟ ما هو موقف القوى الدولية وحتى الاشقاء العرب؟ هل هناك إمكانية لترسيخ مكانة الدولة الفلسطينية في الواقع وفي الاوساط العربية والاقليمية والدولية؟ وما هي ردود فعل حكومة إسرائيل؟ وماذا لو كانت النتيجة إستباحة مؤسسات الدولة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية؟ وهل صيغة تسليم مفاتيح السلطة لضابط إسرائيلي، صيغة صحيحة؟ وهل التفريط بما تم تحقيقه من الكيانية الفلسطينية على هشاشتها خيار واقعي وصحيح؟ هل يخدم التوجهات الوطنية؟ وكيف سيتم التعامل مع مؤسسات السلطة وموظفيها؟ هل سيتم اعادة الموظفين الى بيوتهم؟ ومنتسبو الاجهزة الامنية كيف سيتم التعامل معهم؟ هل إحالتهم على التقاعد حل واقعي؟ وماذا سيتم في حال المواطنين؟ وهل البيت الفلسطيني جاهز للتداعيات المختلفة الناجمة عن قرار حل السلطة؟
وعلى فرض تم تبني خيار الدولة الواحدة، ما هي ترتيبات ذلك؟ هل تم إعداد الدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوقية لمصالح الشعب العربي الفلسطيني؟ وما هي اشكال النضال الوطني للمرحلة القادمة؟ وكيف سيتم التعامل مع قطعان المستوطنين؟ هل ستبقى عملية إستباحة الارض على ما هي عليه الحال؟ وما هو مدى إستجابة القوى الدولية مع الخيار الجديد؟ وكيف يمكن الاستفادة من قرارات الشرعية الدولية لدعم خيار الدولة؟ وهل إسرائيل جاهزة لهكذا خيار؟ وماذا لو رفضت؟ كيف وباي الاساليب سنحقق هكذا هدف؟ وما مدى جاهزية العرب لدعم هكذا خيار؟ وهل العرب جاهزون لوقف التطبيع والتعاون مع دولة إسرائيل لدعم الهدف الفلسطيني؟ وكيف ستتم إدارة مصالح الشعب في الداخل وفي الشتات؟ وهل مؤسسات المنظمة في وضعها الحالي جاهزة لتحمل مسؤولياتها ام انها بحاجة إلى إعادة تاهيل واصلاح يستجيب وحاجات واهداف الشعب والتطورات السياسية؟ وكيف سيكون التعامل مع ابناء الشعب الفلسطيني في داخل الداخل؟ هل سيبقى التعامل كما هو عليه الحال الان وسابقا ام سيعاد النظر في ضوء التطورات والاهداف المعلنة؟ وكيف سيتم تمثليهم في منظمة التحرير، في المجلس الوطني والمركزي والللجنة التنفيذية ودوائر المنظمة وسفاراتها؟
والانقلاب الحمساوي ماذا بشأنه في حال بقيت حركة حماس تناور وتماطل؟ هل سيبقى الواقع واليات العمل هي ذاتها مع الانقلاب؟ ام سيعاد النظر؟ وهل حركة حماس مستعدة للتخلي عن دورها كجزء من التنظيم الدولي للاخوان، الذي تتعارض توجهاته وسياساته مع المشروع الوطني والقومي؟ وعلى فرض في احسن التقديرات، ان حماس وافقت على حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات، هل ستكون حماس مستعدة للشراكة السياسية فعلا ام انها ستلتف على القيادة لاعتبارات تكتيكية بهدف العبث بالمشروع الوطني من الداخل؟ وما هي الضمانات لالتزام حماس بالبرنامج الوطني العام؟ هل فكرت القيادة بكل الخيارات والسيناريوهات والاعتبارات الممكنة وغير الممكنة؟
الف سؤال وسؤال مطروح على بساط القيادة الفلسطينية، مطالبة قبل الاقدام على اي خطوة الاجابة او محاولة الاجابة عليها، ولا يجوز الوقوع في شرك ردة الفعل، بل يفترض إعمال العقل السياسي من خلال البحث والتمحيص الدقيق لاستشراف المستقبل دون الوقوع في شرك المغامرة او الاستسلام لاملاءات القوى والواقع السلبي والتحديات المفروضة على القيادة السياسية.
المستقبل المنظور يحمل في طياته العديد من التحديات، التي تحتاج الى مواقف جادة وشجاعة وعميقة الصلة باهداف ومصالح الشعب العليا.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com