انتهى دوري الاحتلال وبدأ دوري الاستقلال ! د. صبري صيدم
طفح الكيل مع الاحتلال ودقت ساعة الاستقلال وانتهت المفاوضات ومسيرة الإحلال وانطلقت دبلوماسية النضال - هذا حتماً ما ينعش الفؤاد ويكسر حاجز الصمت وينتقم لجموع الشهداء والأسرى والجرحى من شعبنا مرفودا بانتصار الوحدة.
نعم هكذا يجب أن نكون بعد مسيرة النضال الطويلة وبعد المحرقة التي شهدناها في غزة وبعد عقدين من الزمن استنفدنا فيهما صمت العالم ورسائل ضماناته المهترئة والوعود الكاذبة وحقن التخدير وصكوك التعهدات الخالية من الرصيد.
لقد انتهى دوري الاحتلال ومعارك الكر والفر وفنون المراوحة ولقاءات الدجل ومدارس التدجيل على الفلسطينيين بحجة المفاوضات وعهود العالم ووعوده التي خدمت المحتل وانتصرت للقاتل على حساب المقتول.
لقد دقت ساعة الحقيقة بعد زمنٍ بائس امتهن الاحتلال الإسرائيلي فيه الكذب والمراوغة وقتل الجغرافية الفلسطينية وتعزيز الظلم بينما ما زال البعض يقول إن الحل متروك للطرفين! تماماً كمن يقول: الإبرة في مقاومة الدبابة والمخرز الفلسطيني في مواجهة ترسانة اسرائيل من السلاح النووي والكيماوي والجرثومي واسلحة وصواريخ الدمار الشامل!
فليسقط الاحتلال فكذبه وحيله ومناوراته لم تعد تنطلي على أحد. الاحتلال الذي يريد حرف الانظار بالاحتماء بالحرب العالمية على داعش ولعب دور الضحية واعطاء العالم الانطباع بأنه شريك في الحرب على التطرف.
لدى نتنياهو حتماً الإجابة الواضحة على ما يلي: لماذا وجد التطرف؟ ولماذا تولد العنف والاحتقان في الشرق الأوسط؟ ومن المسؤول عن احتلالٍ استمر عقودا من الزمن؟
نتنياهو الذي وقف على منبر الجمعية العامة مع كتابة هذه الكلمات لم يكن إلا مستميتاً في مسرحياته المتكررة ومتراكضاً وراء سيل الأكاذيب ومستبسلاً في طرح ألاعيبه.
نتنياهو الذي اعتاد على طرح السؤال التالي في سعيه لتبرير حروبه ومجازره: ماذا سيكون رد أي دولة تتعرض حياة مدنييها للخطر؟ الجواب سهل: عليها أن تنهي احتلالها عملاً بالمثل الشعبي القائل: الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح لا المثل القائل: ضربني وبكى، سبقني واشتكى!
اليوم لا بد من حرق المراحل في وجه من يقتل ولا يعترف ويبطش ولا يكترث. فإنهاء الاحتلال على سنوات سيعني بالنسبة للمحتل فرصة سانحة لاستكمال جداره وبناء مستوطناته واستكمال الطوق حول القدس.
فليسقط الاحتلال اليوم وبإرادة دولية تعزز إرادتنا الفلسطينية وبقرار أممي صادر عن مجلس الأمن بإنهاء الاحتلال وباستفتاء فلسطيني حول إقرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بوجود قوات أممية على ارضنا تتكفل باستكمال إنهاء الاحتلال ونقل الصلاحيات للفلسطينيين ودولتهم الوليدة.
هكذا يريد الشارع والناس والشعب المكلوم أينما كان أن يكون السيناريو.. سيناريو الشروع في تطبيق دوري الاستقلال ليكون الرابح الأهم هو الشعب الذي تأخرت حريته لعقودٍ من المراوغة والمناورة والكثير من الظلم! فإما أن نكون وإما لا ولن نكون!