صباح الخير يا زياد - حافظ البرغوثي
صباح الخير يا زياد، تركت قهوة الصبح على نافذة أغرقتها أشعة الشمس, يممت وجهك شطر الأرض الحرام التي حرم الله التفريط بها. صباح الخير يا زياد، ها هي يمامة الوطن بهديلها تحاول إسماعك أنشودة صباح جديد لست فيه، وها هي غيمة تبحث عنك لعلها تمطرك، وها هو غروب يوم آخر ما بعد زياد يتنفس حزناً على عاشق للأرض مضى فداء لترابها.
يممت وجهك مذ ولدت شطر الأرض وعشق الأرض حاملاً حقيبة الشهادة وليس حقيبة الوزارة، كم من زياد بيننا؟
صباح الخير يا زياد، الى أين؟، التقيتك قبل أيام عند الإشارة الضوئية قرب المقاطعة، فقلت "الى بيت لحم لدينا نشاط هناك ضد الاستيطان".
ومرة أخرى صباح الخير يا زياد الى أين؟ فقلت: الى الخليل، لدينا نشاط ضد الاستيطان، وأخيراً صباح الخير زياد" تسلمنا أمراً عسكرياً بمصادرة أرض لنا" فقلت: مر عليّ حتى نضع خطة لزراعتها.
ولم أمر بعد، أما أنت فيممت وجهك شطر أرض جديدة يتهددها الاستيطان، أعطيت لمسمى منصبك معنى منذ اليوم وحتى الأخير، وكنت سادناً وفياً لما ائتمنت عليه.
صباح الخير يا أبا طارق، أبكيت نفسي على نفسك، وما كل نفس تباكي نفسها إلا عندما يكون العاشق سقط على جسد معشوقته، هو أنت من استلقى على التراب الذي جاء لحمايته من جند الخراب، أبكيت نفسك علينا وآن أن نبكيك وأن نواصل ما بدأت، من أراد حماية الأرض فليكن فوقها لا حولها ولا يراها من كوكب آخر، هو أنت من يعلم غيره أن الأرض لا تأتي إليك ، بل يجب أن تذهب اليها وتحميها وتزرعها وترويها، وتفديها، وها أنت افتديت.
يممت وجهك يا زياد شطر الأرض وشطر القدس وشطر الشعب، فصرت أرضاً.