532 مستعمرا يقتحمون الأقصى    الاحتلال يقتحم خياما في المغير ويسرق مبلغا ماليا    الاحتلال يشرع بهدم منشآت في الرأس الأحمر جنوب طوباس    عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها يدخل يومه الـ76: تواصل عمليات التجريف وحرق منازل وهدم أخرى    "اليونيسيف": إغلاق نحو 21 مركزا لعلاج سوء التغذية في غزة نتيجة استئناف العدوان    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ70 على التوالي    إسرائيل تحتجز نائبتين بريطانيتين وتمنعهما من الدخول خوفا من توثيقهما تجاوزات الجيش والشرطة    إصابة مواطن من كوبر برصاص الاحتلال في الرام    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال المتواصل على خان يونس    "جماعات الهيكل" تدعو للبدء بذبح القرابين في الأقصى اليوم    20 يوما لعودة الحرب: شهداء بالعشرات تدمير مربعات سكنية برفح وشهداء بخان يونس وغزة    الاحتلال يداهم منازل ويستولي على تسجيلات كاميرات مراقبة في عزون شرق قلقيلية    إصابة ثلاثة مواطنين باعتداء قوات الاحتلال عليهم شرق بيت لحم    الطقس: أجواء صافية وحارة نسبيا وارتفاع ملموس على درجات الحرارة    شهداء وجرحى جراء استهداف الاحتلال خيمة ومنزلا في مواصي خان يونس  

شهداء وجرحى جراء استهداف الاحتلال خيمة ومنزلا في مواصي خان يونس

الآن

هيام أبو زهرة حارسة أحلام ابنها الشهيد!

عبد الباسط خلف: تلاصق الأحزان قلب هيام أبو زهرة، التي فقدت ابنها الصحافي عماد شهيداً في الثاني عشر من تموز 2002، فيما يخفف من دموعها استمرارها في حراسة أحلام ابنها البكر، والساكن بداخلها.
تقول بصوت أثقله الرحيل: كنت أسهر وابني في المنزل لساعات متأخرة من الليل، فقد كان يكتب، ويتابع شؤون صحيفته المحلية التي أسماها جنين، أما أنا فأنسج القش، وأتابع تطريز العديد من اللوحات التراثية. وعندها كان يعدني أن يؤسس لي متحفاً، لتعليم الفتيات حب تاريخهن، ولجمع العديد من المقتنيات القديمة، وتعريف الأجيال الشابة بها.
ووفق الأم، فقد أنجز الابن وعوده، فاستأجر لوالدته بيتا في جنين القديمة، ورممه لها، وبدأ يجمع لها القشيات والمطرزات والأدوات القديمة، مثلما بدأت مجموعة من السيدات بصناعة المأكولات والحلويات التقليدية، التي تراجع حضورها.
تتابع: "رحل عماد في لحظة قطّعت قلبي، وقبل وقت قصير من افتتاح المكان الذي أسماه ابني "الجمعية النسائية الثقافية للتراث الشعبي"، لكنني أشاهده كل يوم أمامي في هذا المكان القديم، وأشم رائحته بيننا، واسمع صوته وضحكاته، وأشعر أنه يقول لي: يعطيك العافية."
وتعرض أبو زهرة، على تقديم معروضات اختفت من ذاكرة الجيل الجديد، فيما تُوفر فرص عمل لمجموعة من السيدات تتجاوز خمس عشرة سيدة، فخضرة شكري"أم ناصر"، تصنع المفتول، وشكرية الأقحش تُنتج القشيات، وتُحافظ أم محمد جرار على طبق الزلابية، أما رحاب يونس فتُعد حلقات الكعك الدائرية، وترافق أم ناصر أطباق المسخن، وتضع رحاب موسى كل خبراتها في وجبات الكبة، فيما تجود أم وائل وحسنية طحانية بآخر فنون التطريز التراثي، وتعيد أم رامي بناء لحظة جرش الحبوب والبقوليات، وتصنع المجففات والمخللات والحلويات التي لا يعرفها الجيل الجديد، كالنمورة والقراقيش والبسيسة وغيرها.
تقول: نستقبل الزوار وأبناء البلد وأهلنا في الداخل، ونقدم لهم التراث القديم، ونذوّقهم "الشيش برك" و"الزلابية" و"المسخن"، ونأخذهم في جولة مع الأدوات القديمة التي كانت شائعة للكثير من الحرف، ونعرض كل أعمالنا للناس، حتى لا ينسوا تراثهم، ولباسنا الفلسطيني، وثقافتنا، وقد نقلنا أمنيات عماد ومعروضاتنا إلى الجزائر وسوريا والأردن ورام الله ونابلس ولبنان.
وتخشى أم عماد، التي أبصرت النور عام 1947، أن تتبخر أحلام ابنها الراحل، فالبناء حيث مقر الجمعية، والذي يتعدى عمره الـ150 عاماً، بحاجة إلى أعمال ترميم وصيانة. لكنها تتمسك بالبقاء فيه رغم تراجع العائد المادي، وفتراته الموسمية، فأحلامها وآمالها أن تظل في المكان الذي يُذكّرها بشهيدها قوية.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House