ماكرون: ما يحدث في غزة مأساة إنسانية مروعة ويجب وقفها    السفير زكي: القضية الفلسطينية تتصدر أعمال القمة العربية المقرر عقدها في بغداد السبت المقبل    إصابة فتى بالرصاص خلال مواجهات مع الاحتلال في عبوين شمال رام الله    أكثر من 50 شهيدا جراء قصف الاحتلال جنوب وشمال قطاع غزة منذ الليلة الماضية    منظمات أممية: غزة على أعتاب مجاعة كارثية    الاحتلال يجرف أراضي في قرية أم صفا شمال غرب رام الله    الاحتلال يعتقل ثلاثة شبان ويهدم نصبًا تذكاريًا في رام الله والبيرة    مجلس الأمن يناقش اليوم قضية فلسطين    استشهاد ثلاثة مواطنين إثر قصف للاحتلال استهدف شمال مدينة غزة    الاحتلال يحاصر منزلًا في عسكر الجديد شرق نابلس ويعتقل ثلاثة مواطنين    اغتيال الصحفي الجريح حسن اصليح    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير زكريا الأغا    الأحمد يلتقي القنصل الإسباني: دعوة لتعزيز الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين ووقف العدوان على غزة    "الأونروا" تحذر من العواقب الكارثية للحصار المفروض على قطاع غزة    المعتقل أنس جرادات من السيلة الحارثية غرب جنين يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال  

المعتقل أنس جرادات من السيلة الحارثية غرب جنين يدخل عامه الـ23 في سجون الاحتلال

الآن

هيام أبو زهرة حارسة أحلام ابنها الشهيد!

عبد الباسط خلف: تلاصق الأحزان قلب هيام أبو زهرة، التي فقدت ابنها الصحافي عماد شهيداً في الثاني عشر من تموز 2002، فيما يخفف من دموعها استمرارها في حراسة أحلام ابنها البكر، والساكن بداخلها.
تقول بصوت أثقله الرحيل: كنت أسهر وابني في المنزل لساعات متأخرة من الليل، فقد كان يكتب، ويتابع شؤون صحيفته المحلية التي أسماها جنين، أما أنا فأنسج القش، وأتابع تطريز العديد من اللوحات التراثية. وعندها كان يعدني أن يؤسس لي متحفاً، لتعليم الفتيات حب تاريخهن، ولجمع العديد من المقتنيات القديمة، وتعريف الأجيال الشابة بها.
ووفق الأم، فقد أنجز الابن وعوده، فاستأجر لوالدته بيتا في جنين القديمة، ورممه لها، وبدأ يجمع لها القشيات والمطرزات والأدوات القديمة، مثلما بدأت مجموعة من السيدات بصناعة المأكولات والحلويات التقليدية، التي تراجع حضورها.
تتابع: "رحل عماد في لحظة قطّعت قلبي، وقبل وقت قصير من افتتاح المكان الذي أسماه ابني "الجمعية النسائية الثقافية للتراث الشعبي"، لكنني أشاهده كل يوم أمامي في هذا المكان القديم، وأشم رائحته بيننا، واسمع صوته وضحكاته، وأشعر أنه يقول لي: يعطيك العافية."
وتعرض أبو زهرة، على تقديم معروضات اختفت من ذاكرة الجيل الجديد، فيما تُوفر فرص عمل لمجموعة من السيدات تتجاوز خمس عشرة سيدة، فخضرة شكري"أم ناصر"، تصنع المفتول، وشكرية الأقحش تُنتج القشيات، وتُحافظ أم محمد جرار على طبق الزلابية، أما رحاب يونس فتُعد حلقات الكعك الدائرية، وترافق أم ناصر أطباق المسخن، وتضع رحاب موسى كل خبراتها في وجبات الكبة، فيما تجود أم وائل وحسنية طحانية بآخر فنون التطريز التراثي، وتعيد أم رامي بناء لحظة جرش الحبوب والبقوليات، وتصنع المجففات والمخللات والحلويات التي لا يعرفها الجيل الجديد، كالنمورة والقراقيش والبسيسة وغيرها.
تقول: نستقبل الزوار وأبناء البلد وأهلنا في الداخل، ونقدم لهم التراث القديم، ونذوّقهم "الشيش برك" و"الزلابية" و"المسخن"، ونأخذهم في جولة مع الأدوات القديمة التي كانت شائعة للكثير من الحرف، ونعرض كل أعمالنا للناس، حتى لا ينسوا تراثهم، ولباسنا الفلسطيني، وثقافتنا، وقد نقلنا أمنيات عماد ومعروضاتنا إلى الجزائر وسوريا والأردن ورام الله ونابلس ولبنان.
وتخشى أم عماد، التي أبصرت النور عام 1947، أن تتبخر أحلام ابنها الراحل، فالبناء حيث مقر الجمعية، والذي يتعدى عمره الـ150 عاماً، بحاجة إلى أعمال ترميم وصيانة. لكنها تتمسك بالبقاء فيه رغم تراجع العائد المادي، وفتراته الموسمية، فأحلامها وآمالها أن تظل في المكان الذي يُذكّرها بشهيدها قوية.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House