طوباس: أبناء شعبنا يشيعون جثمان الشهيد ساهر بشارات على مثواه الأخير في طمون    مؤسسات الأسرى: الإعلان عن أسماء ثلاثة شهداء بين صفوف معتقلي غزة    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 53.010 والإصابات إلى 119.919 منذ بدء العدوان    مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال: 15 شهيدا بينهم 11 طفلا في قصف مصلى وعيادة طبية بمخيم جباليا    الاحتلال يشرع بهدم المنزل الذي استشهد فيه أربعة شبان في طمون    "فتح" بذكرى النكبة: شعبنا لن يغادر أرضه وسيظل متجذّرا فيها وسيفشل مخططات الضم والتهجير    "النقابة": 214 شهيدا صحفيا وعاملا في قطاع الإعلام خلال حرب الإبادة الإسرائيلية    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ115 على التوالي    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ109 على التوالي    مصادر طبية: مستشفى غزة الأوروبي خرج عن الخدمة نتيجة الاستهدافات المتكررة    أربعة شهداء في طمون بعد محاصرة الاحتلال منزلا واستهدافه بالقذائف    سموتريتش يواصل التحريض على القتل: كما دمرنا رفح وخان يونس فيجب أن ندمر بروقين وكفر الديك    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "الإحصاء": غزة تعيش في "تعتيم رقمي" بسبب العدوان    جراء منع الاحتلال إدخالها: الأونروا تحذر من تلف المساعدات المنقذة للحياة على حدود غزة  

جراء منع الاحتلال إدخالها: الأونروا تحذر من تلف المساعدات المنقذة للحياة على حدود غزة

الآن

أبو سمرة: أصلحت دراجات هوائية بعدد شعر رأسي!

عبد الباسط خلف: تحتل البشاشة مكاناً دائماً في وجه بسام أبو سمرة، فيما لا تكف يداه وعيناه ولسانه عن متابعة شؤون الدراجات الهوائية، وصيانتها، وتتبع أخبارها، والرد على استفسارات الزبائن منذ أربعة عقود.
يقول وهو يواصل إصلاح عجلة زرقاء اللون: من سنة 1970، وأنا أشتغل في هذه الصنعة، وأجلس في المحل نفسه، وأستخدم الأدوات ذاتها، وأخبر من يأتي لزيارتي من بعض الأطفال والفتية أنني أصلحت دراجات آبائهم وأجدادهم، ويتردد علي زبائن فاقوا السبعين سنة، ولا زالوا يهتمون بصيانة دراجاتهم.
وأبو سمرة، المولود في قرية الجديدة جنوب المدينة العام 1955، رافق صنعته في سن مبكر، بعد أن أزاحته مشاغل الدنيا عن مقاعد الدراسة، فتوق عند الصف الأول الإعدادي(السابع اليوم)، وأتجه إلى طولكرم ليتعلم فنون "البسكليتات" كما يسميها، من العجوز أبو المصرية.
يضيف: كانت الدراجة زمان بسعر 100 ليرة، وتعادل اليوم نحو 300 شيقل، أما اللون الأحمر فقد كان ملك الألوان في السبعينيات، ومعظم الصناعة يابانية وألمانية وبعضها صيني، لكننا اليوم لا نشتغل بغير الصيني.
وصارت الألوان تتغير، وأرتفع عدد الدراجات كثيراً، وتغيرت المدينة من حولي، واختفت بيارات البرتقال والبساتين، لكن المهنة وأدوات العمل والخزائن والرفوف والملصقات، صارت اليوم ابنة 40 سنة.
مرت بأبي سمرة انتفاضات وإضرابات ومواسم حداد واجتياح إسرائيلي، وتبدلت وجوه الزبائن، ولم تعد التراخيص تمنح لها من البلدية كما كان الحال قبل الانتفاضة الشعبية العام 1987، وأصبح يُحب المهنة كثيراً، ويعتبر أول مصلح للدراجات الهوائية.
 في ما تشير ملصقات تحيط بجدرانه محله إلى فترات قديمة، فتروج إحداها إلى ضرورة الحفاظ على الدراجة بحالة صالحة، تمهيدًا لترخيصها. غير أنه يضحك كثيرا حين نسأله عن قيمة التأمين الذي يجب على راكب الدراجة دفعه.
 ويؤكد أنه أصلح في حياته دراجات تفوق عدد شعر رأسه.
يتابع: أحرص على إهداء أحفادي "بسكليت" في أول حياته، وأولادي وبناتي كلهم ركبوا الدراجة ويعرفون صيانتها، لكنني لم أقبل لأي منهم أن يشتغل فيها، فحرصت على تعليمهم، فشادي درس الهندسة، وفادي مثله، أما بناتي الثلاث فتعلمن الشريعة وعلم النفس.
لا يعترف أبو سمرة بالإجازات، ويسافر يومياً 40 كيلو متراً للوصول إلى مكان عمله، ولا يستخدم غير الدراجة في تنقلاته داخل المدينة، لأنها أسهل وأسرع وأخف وأنظف. لكنه لا ينسى كيف أن عجوزاً جاء إليه واستخدم العجين بدل"الشحمة" لإجبار العجلات على السير، فينفجر بالضحك".

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025
Enlarge fontReduce fontInvert colorsBig cursorBrightnessContrastGrayscaleResetMade by MONGID | Software House